مسلمة لله المديرة العامة
عدد الرسائل : 319 السٌّمعَة : 3 نقاط : 404 تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: مارجريت ماركوس(مريم)..من ضيق اليهودية إلى سعة الإسلام الأحد مايو 18, 2008 4:43 pm | |
| مارجريت ماركوس..(مريم).. من ضيق اليهودية إلى سعة الإسلام
يا الله ما أروع الهداية وإبصار النور والحق بعد الضلال.. ما أروع أن يجد المرء نفسه محاطاً بهالات ودفقات إيمانية تنعش نفسه وروحه, وتنتشر في جنباته بعد طول ظمأ وإقفار وإعياء {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (56) سورة القصص. تلكُم "مريم" ذاك النموذج الفريد للمرأة التي بحثت عن الحقيقة وصبرت وثابرت حتى عرفت الطريق إلى الله, وعلمت أنّ حياة المرء إمَّا له وإمَّا عليه, فاضطلعت بدورها في الحياة, امرأة مسلمة تدعو إلى الله, وتقاوم شريعة المبطلين ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.
"مارجريت ماركوس"
وُلدت "مارجريت ماركوس"-مريم- في نيويورك عام 1934م لأبوين يهوديين, وتلقَّت تعليمها الأول في ضاحية "ويستشير" الأكثر ازدحاماً, كان سلوكها ونمط تفكيرها ينبئ منذ البداية بزلزال سيغيِّر حياتها ليخرجها من الظلمات إلى النور, ويجذبها بعيداً عن مستنقع اليهودية, لتنعم هناك على مرفأ الإسلام, فقد انكبت على الكتب, وهي ما زالت صبية طريّة العود, وكانت تكره السينما والرقص وموسيقى البوب, ولم تضرب قط موعداً لمقابلة صديق, ولم تعرف طريقها إلى الحفلات المختلطة واللقاءات الغرامية!
تقول مريم: " لقد نمت لديَّ الرغبة منذ العاشرة في قراءة كلّ الكتب التي تتحدَّث عن العرب, فأدركت أنَّ العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً, لكن الإسلام هو الذي حوَّلهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة للعالم".
بعد نجاحها في الثانوية في صيف 1952م التحقت بقسم الدراسات الأدبية بجامعة نيويورك, ولكنها مرضت في العام التالي واضطرت لوقف دراستها لمدة عامين عكفت خلالها على دراسة الإسلام, وبعدما عادت للدراسة وهي محمَّلة بتساؤلات كثيرة وحنين إلى العرب, التقت بشابة يهودية كانت عقدت عزمها على الدخول في الإسلام, وكانت مثلها تحبّ العرب حباً عاطفياً, فعرَّفتها على كثير من أصدقائها العرب المسلمين في نيويورك, وكانتا تحضران الدروس التي يلقيها الحاخام اليهودي, والتي كان موضوعها "اليهودية في الإسلام" , وكان الحاخام يحاول أن يثبت لطلبته تحت شعار "مقارنة الأديان" أنَّ كلّ صالح في الإسلام مأخوذ مباشرة من العهد القديم (التلمود) وهو التفسير اليهودي للتوراة, وكان الكتاب المقرَّر الذي ألفه الحاخام يحوي بعض الآيات من القرآن الكريم, ليتبع أصول كل آية من مصادرها اليهودية المزعومة.
زيف وتناقض :
بالإضافة إلى هذا كانت الصهيونية تبثُّ أفكارها بكلّ حرية عن طريق الدعايات في الأفلام والمطويات الملوّنة التي كانت تدعو إلى الدولة الصهيونية وترحِّب بها, لكن الأمر كان بالنسبة لها مختلفاً, فقد رسخت هذه الأفعال في ذهنها تفوُّق الإسلام على اليهودية, إذ إنَّ الصهيونية حافظت دائماً على طبيعتها القبلية الضيقة, وفي كتبهم التي تدوِّن تاريخ اليهود. ومن المفارقات العجيبة أن رئيس وزراء إسرائيل السابق "بن جوريون" كان لا يؤمن بإله معلوم له من الصفات الذاتية ما يجعله فوق الطبيعة, ولا يدخل معابد اليهود ولا يعمل بالشريعة اليهودية, ولا يراعي العادات والتقاليد, ومع هذا فإنَّه معتبر لدى الثقات عند اليهود التقليديين الذين يعتبرونه أحد كبار اليهود في العصر الحاضر, كما أنَّ معظم زعماء اليهود يعتقدون أنَّ الله وكيل للعقارات, يهبهم الأرض ويخصهم بها دون غيرهم!!
كلّ هذه المتناقضات جعلت مريم تكتشف زيف اليهود سريعاً, وتكتشف أيضاً شدة حقد العلماء اليهود على المسلمين وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم, لذا كانت الهوة تتسع مع مرور الوقت, ويزداد النفور كلما اقتربت وتعمَّقت في أفكارهم.
قرأت مريم ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية للأستاذ "محمد بيكتول", فوقع في قلبها أنَّ هذا كتاب سماوي من لدن حكيم خبير لم يفرِّط في الكتاب من شيء, وأصبحت تتردد بشكل يومي على مكتبة نيويورك العامة, تنهل العلم من أربعة مجلدات مترجمة لـ"مشكاة المصابيح" وجدت فيها الإجابات الشافية المقنعة لكلّ الأمور المهمة في الحياة فزاد شعورها بضحالة التفكير السائد في مجتمعها الذي يعتبر الحياة الآخرة وما يتعلَّق بها من حساب وثواب وعقاب ضرباً من الموروثات البالية, وازداد اقتناعها بخطر الاستسلام لشهوات النفس, والانغماس في الملذات التي لا تؤدي إلا إلى البؤس وسوء السبيل.
الله أكبر .. ولدت مريم !
وفي يومٍ من أيام عام 1961م حسمت "مارجريت" أمرها واتخذت قرارها, فتوجهت إلى مقر البعثة الإسلامية في "بروكلين" بنيويورك, وأعلنت إسلامها على يد الداعية "داوود فيصل", وأصبح اسمها "مريم" في العام التالي هاجرت مريم إلى باكستان بدعوة من الشيخ أبي الأعلى المودودي, ثمَّ تزوجت الداعية الإسلامي "محمد يوسف خان" وأنجبت منه أربعة أطفال.
قالت مريم بعد أن سكنت نفسها واطمأنت روحها ببرد الحقيقة العذبة: "رغم أنّ باكستان شأنها شأن أيّ بلد مسلم آخر, تزداد باستمرار تلوثاً بقاذورات أوربا وأمريكا الكريهة, إلا أنَّها تجعل من الممكن للمرء أن يعيش حياة متفقة مع تعاليم الإسلام, تعترف أنها أحياناً تفشل في جعل حياتها اليومية تتفق تماماً مع تعاليم الإسلام, ولكنها تعترف بالخطأ بمجرّد ارتكابها له, وتحاول قدر استطاعتها تصحيحه".
تفاعلت مريم مع أحداث العالم الإسلامي وتياراته الفكرية, فقالت في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين: " اتبعوا هدي القرآن والسنة, ليس كمجموعة من الشعائر فقط , بل كمرشد عملي للسلوك في حياتنا اليومية الخاصة والعامة, اتركوا جانباً الخلافات, ولا تضيِّعوا وقتكم الثمين في الأشياء غير المجدية, وبمشيئة الله سيتوِّج المولى حياتكم بالفلاح العظيم في الحياة الدنيا, وبالفوز الأعظم في الآخرة".
ولم تنسَ مريم موطنها الأصلي, فقد بعثت برسالة إلى والديها في مارس 1983م تقول فيها: "لا بدّ أن تعرفا أنَّ المجتمع الذي نشأنا وعشنا فيه كلّ حياتنا يشهد حالة من التفسخ السريع, وهو الآن على شفا الانهيار, إنَّ أمريكا الآن تكرار لروما القديمة في المراحل الأخيرة من انهيارها, والأمر نفسه ينطبق على أوربا وأيّ مكان عليه الثقافة الغربية, فلقد فشلت العلمانية والمادية أن تكونا أساساً لنظام اجتماعي ناجح". وهي تتمنى أن يعتنق والديها الإسلام وتسعى جاهدة في ذلك من خلال دعوتهم لهذا الدين العظيم. ************************* منقول | |
|