بسم الله الرحمن الرحيم
تتلقف المغريات الداعية، وتتزين له
الشهوات، وتعترض طريقه الفتن، والشيطان من خلفه يوسوس بصوته القبيح أنِ اترك مشاقَّ
الطريق إلى سهلِه، ودع العمل إلى الكسل وطلِّق الجد وانكح الراحة.. إليك عن هذا
الطريق فإن العواقب وخيمة والمنقلب غير آمن.
ولا يفتأ الخبيث عن ذلك حتى في
رمضان فيقعد له في كل مرصد يثنيه عن عزمه ويجاهد ليمحوَ ذلك المعنى عن عقله في
رمضان، مؤملاً أن يستجيب له وينساق وراءه .
صعوبة مجهدة
والثبات في كل معانيه صعب يقول الإمام ابن القيم :
ليس في الجود شيء أصعب من الثبات والصبر إما عن المحبوب أو على
المكروهات وخصوصًا إن امتد الزمان ووقع اليأس من الفرج، وتلك المدة تحتاج إلى زاد
يقطع بها سفرها، والزاد هنا الثبات على حكم الله وقضائه وابتلائه طريقنا طويلوليعلم الدعاة أن طريقهم طويل وشاقّ
قد سُفكت عليه الدماء، ودُقَّت فيه الأعناق، وتقطَّعت المفاصل، وزهقت الأرواح،
ولعلهم يعلمون ذلك منذ وضعوا أول أقدامهم عليه وبصروا بما هم مقبلون له، واستبانوا
الطريق الذي سار عله من سبقهم ولعلهم قرأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم أثرهم .
لا بد من ابتلاءولا مفر من الابتلاء على الطريق
{
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ
اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } [ آل
عمران: 142 ].. {
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ } [ البقرة: من الآية 155].. (
أشد الناس بلاءً
الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد
في البلاء ) .
وهي سنة الله في الجماعة العاملة "
هذا هو الطريق الذي صنعه الله للجماعة المسلمة الأولى وللجماعة
المسلمة في كل جيل.. إيمان وجهاد.. ومحنة وابتلاء.. وصبر وثبات وتوجُّه إلى الله
وحده ثم يجيء النصر.. ثم يجيء النعيم والبلاء بالخير والشر.. {
وَنَبْلُوْكُم بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ فِتْنَةً } ..
فلا يقتصر على السجون وغيابها أو المطاردة ومخاطرها.. كلا.. ابتلاء
الخير أشد ألف مرة.. والثبات على الحق عند حضوره أصعب ألف
مرة............... للمزيد :
http://www.islameiat.com/main/?c=54&a=2021فلأختنا
المسلمة الثابتة على دينها في زمن المغريات
نهدي هذا النشيد :
للحفظ :Mp3 اضغطى حفظ باسم
الحجم : 4.27 ميغا
Ra
اضغطى حفظ باسم
الحجم : 0.754 ميغا